لو حبينا نتكلم بلغة المصريين القدماء واللي البعض بيسموها اصطلاحًا باللغة الهيروغليفية القديمة، ونقول جُملة “سيدة جميلة” هنقول “إِيُـو نِفرت سِت”، والكتابة أو الرمز بتاعها هيكون كدا:
ولو عاوزين نقول” إن الشمس تظهر في الصباح والقمر يظهر في المساء”، هنقول “راع إم إدوات – إعَاح إم چِرِحْ” والكتابة أو الرمز بتاعها هيكون كدا:
الهيروغليفية ليست لغة!
اختراع 4 طرق للكتابة
طائر البومة كان حرف “الميم”.
ثعبان الكوبرا هي “الجيم المُعطشة” أو حرف الـ “J” بالإنجليزي.
والأسد بيدل على حرف “اللام”، وهكذا.
دي غير بقى عشرات الأشكال الأخرى، واللي بعضها بيحمل أكتر من صوت، والبعض الأخر بيكون عبارة عن كلمة كاملة.
إذًا في النهاية الهيروغليفة ماهي إلا طريقة كتابة استخدمها المصريين علشان يدونوا النقوش بتاعتهم على جدران المعابدة، لكنها برده ليست طريقة الكتابة الوحيدة اللي استخدموها.
الكتابة الهيراطيقية
الكتابة الديموطيقية
بداية ظهور الكتابة القبطية
الكتابات التلاتة اللي اتكملنا عنهم فضلوا موجودين لحد فترة الغزو الروماني لـ مصر، في الوقت ده الرومان فرضوا اللغة بتاعتهم كـ لغة رسمية داخل مصر، وعلشان كده في الفترة دي ظهرت طريقة كتابة جديدة استخدمها المصريين لأول مرة وهي “الكتابة القطبية”، والكتابة دي كانت عبارة عن “اللغة المصرية القديمة”، ولكن مكتوبة بحروف يونانية، وكان الهدف من طريق الكتابة الغريبة دي هي إن الرومان يعرفوا يقروا النصوص والكتابات بتاعه المصريين، ويقدروا يتواصلوا مع بعض، لكن للأسف الموضوع ده تسبب في موت الكتابات المصرية الأصيلة اللي هي الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية، ومابقاش ليهم أي وجود إطلاقًا ومابقاش في حد بيستعملهم، والناس مابقتش بتكتب غير بالكتابة القبطية فقط، وعلشان كده بعد مئات السنين، أصبحت النقوش الهيروغليفية بالنسبة للناس أشبه بالطلاسم الغريبة والغير مفهومة، واختفت تمامًا كل معالم اللغة المصرية القديمة.
حجر رشيد
بعد حوالي 2000 سنة من ضياع اللغة المصرية القديمة، أحد جنود الحملة الفرنسية في مصر ، الضابط “بيير فرانسوا بوشار Pierre-François Bouchard”، اكتشف حجر أسود موجود عليه نقوشات غريبة جدًا، والحجر هو “حجر رشيد”، واللي بدأت معاه رحلة جديدة على أيدي الباحثيبن علشان يستعيدوا اللغة المصرية القديمة مرة تانية، بس للأسف المهمة دي كانت غاية في الصعوبة؛ لأن مفيش أي حد وقتها كان يعرف المصريين القدماء كانوا بيتكلموا إزاي أو حتى إيه معنى النقوش بتاعتهم، لكن لحسن الحظ حجر رشيد كان حجر مُميز جدًا؛ نظرًا لإنه كان مكتوب عليه نص واحد مُترجم بثلاث طرق كتابة مُختلفة، وهي الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية القديمة، واللي كانت عبارة عن رسالة من كهنة مدينة “منف” إلى الملك بطليموس الخامس، ومن خلال الحجر بدأ الباحثين يقارنوا الثلاث نصوص ببعض، لحد ماتوصلوا للأبجدية بتاعه الكتابة الهيروغليفية القديمة.
النطق
بالرغم من إن “يانج” حقق إنجاز كبير جدًا؛ إلا إنه توقف لحد هنا فقط، ومكنش قادر يتأكد من دقة اللي عمله، وهل اللي توصل ليه ده صح ولا غلط.
وهنا بقى جِه دور “جون فرانسوا شامبليون Jean-François Champollion”، واللي قدر فعلاً يثبت صِحة إفتراضات “يانج”، شامبليون جاب الخرطوشة اللي فيها إسم “بطليموس” ووزع حروف كلمة “بوتولامِش” باليوناني على رموز الخرطوشة، لأن في الغالب الكلمات اللي زي الأسماء والبلاد الغريبة بتتنطق في اللغات المختلفة بنفس الهجاء بتاعها.
والكلام ده مبدأيًا معناه إن رمز الشكل المربع اللي بيرمز للمنزل أو المقعد جوا الخرطوشة بيتنطق صوت الـ P، ورمز رغيف الخبز المُقعر بيتنطق صوت الـ T، والرمز اللي أشبه بالعقدة أو مُفتاح الحياة بيتنطق صوت الـ O، ورمز الأسد بيتنطق صوت الـ L، وهكذا.
لكن الكلام ده كان محتاج حاجة كمان تأكد صحته، وده اللي قدر يعمله شامبليون لما جاب خرطوشة تانية كانت موجودة على أحد المسلات واللي برده كان مكتوب عليها نص هيروغليفي ونص تاني يوناني، والنص اليوناني ده كان مكتوب فيه كلمة “كليوباترا”، ولحسن الحظ إن لفظة “كليوباترا” هي كمان فيها حرف الـ L والـ O والـ P، فا لو الخرطوشة بتاعه كليوباترا موجود فيها رمز الأسد ورمز مفتاح الحياة والشكل المربع، فا ده معناه إن الفرضيات الصوتية بتاعت شامبليون صحيحة، وبالفعل لما قارن الخرطوشتين ببعض، لاقى الكلام ده فعلاً مظبوط.
وأخيرًا شامبليون والباحثين اللي بعده، كرروا موضوع الهجاء الحرفي ده مئات المرات على أسماء الملوك والمُدن، زي رمسيس وأحمس وطيبة وكيمت وغيرهم، لحد ما عرفنا نطق كل حروف الأبجدية الهيروغليفية، ووصل الحال بأننا نقدر نتعلم اللغة المصرية القديمة ونتكلم بيها كمان.