دولة اليابان هي فعلاً بلد المتناقضات، الدولة اللي شعبها كيوت واحجامهم صغيره لكنهم في نفس الوقت أحفاد الساموراي وأبطال السومو، بيستوردوا تقريبا كل الاكل بتاعهم، لكن بيصدروا المأكولات البحرية للعالم كله، دولة مواردها الطبيعية قليلة جدًا، لكنها في نفس الوقت من أغنى دول العالم، وأخيرًا فاليابان دولة بالقانون والدستور معندهاش جيش نظام يحميها، وعلى الرغم من كده، فاليابان بتمتلك قوات حماية بتضاهي أعتى الجيوش العسكرية في العالم.
أرض الطبيعة الصعبة
تأثير الطبيعة على السكان
الإمبراطورية اليابانية والحرب العالمية الثانية
مع قيام الحرب العالمية الثانية سنة 1939، رجعت تاني اليابان لاستكمال حملاتها التوسعية، فكان الدور المرة دي على جزيرة هونج كونج وأجزاء جديدة من الصين، بالإضافة لدولة بورما وأجزاء من تايلاند والهند الشرقية والفلبين، ووصلت غزوات اليابانيين لحدود أستراليا وكمان كانوا بيفكروا يضموها، إلا أن المقاومة الكبيرة اللي لقوها من الجيش الأسترالي المدعوم بقوات الإمبراطورية البريطانية والهند؛ كانوا سبب في تعطيل الحملات العسكرية، وكان توقف اليابانيين في الوقت ده مش بيمثل عندهم أي مشكلة؛ لأن القوات اليابانية كانت قلقانة فعلاً من عملية الدفاع عن المساحة الشاسعة دي من الأراضي، وكان جنرالات اليابان بيفكروا في التهدئة وإعادة التنظيم قبل ما يكملوا إعادة توسع مرة تانية، لكن اللي عقد الأمور بقى وغير الخطط خالص، كانت حكومة فيشي Vichy الفرنسية، فحكومة Vichy دي سمحت للقوات اليابانية إنها تستخدم مستعمراتها الآسيوية كقواعد عسكرية، وكانت الحكاية دي بتمثل تهديد كبير للمستعمرات الأمريكية في الفلبين؛ وده اللي دفع أمريكا أنها توجه إنذار للقوات اليابانية، وكمان تحظر تصدير البترول ليها، وقصاد تصرف زي ده كانت اليابان عارفه إنه مش هيبقى قدامها كتير لغاية ما مخزونها الاستراتيجي من البترول يخلص، وكان الحل في وجهة نظر القادة اليابانيين هو الاستيلاء على مواقع البترول في اندونيسيا المستعمرة الهولندية، وماليزيا المستعمرة الأنجليزية، والفلبين المستعمرة الأمريكية.
الهجوم على بيرل هاربر
في رأي القادة العسكريين إنه مكانش من الممكن لليابان إنها تستولى على البترول من المستعمرات وتنقله لسواحلها من غير ما تعترضها السفن الحربية الموجودة في القواعد العسكرية البريطانية وإلامريكية، وفي الوقت ده كانت البحرية البريطانية هي أقوى بحرية في العالم، بالإضافة إلى إن تدهور العلاقات اليابانية الأمريكية كان حاصل بالفعل بعد قرار حظر تصدير البترول، وعشان كده وقع الإختيار على تركيز الهجوم على ميناء بيرل هاربر الأمريكي، وفي نفس الوقت تبدأ باقي القوات في مهاجمة مستعمرات البترول التلاتة، وبالفعل بدأت العملية اليابانية اللي أطلقوا عليها عملية الاخطبوط، وكان هدف العملية دي إن القوات اليابانية تنتشر زي أذرع الأخطبوط وتقوم بضرب كل الأهداف في نفس الوقت.
وفي 7 ديسمبر سنة 1941، بدأت العملية ووجهت البحرية اليابانية ضربتها المدمرة على كل القطاعات، وعلى الرغم من أن الهجوم الناجح على بيرل هاربر كان من تخطيط الأدميرال “إيسوروكو ياماماتو Isoroku Yamamoto” قائد القوات البحرية اليابانية، إلا أن الأدميرال نفسه كان ضد الهجوم، وكان شايف إن القوات اليابانية صحيح إنها هتقدر تحقق كل أهدافها بسرعة في الشهور الأولى، لكنها مش هتقدر تحافظ على الانتصارات دي بسبب نقص الاحتياطيات الاستراتيجية واللوجستية عندهم، لكن طبعًا نفذ الاوامر اللي جاتله.
تغير مجرى الحرب
بعد ما استوعبت الولايات المتحدة الأمريكية الضربة المبرحة في الشهور الأولى، قدرت إنها تعوض خسائرها وتقوم بالهجوم المضاد، وقتها أمريكا في الوقت ده مكانتش دولة عسكرية من الطراز الأول، لكنها كانت دولة علمية واقتصادية وعشان كده لما احتاجت إنها تبقى دولة عسكرية قدرت تعمل ده بشكل سريع، والكلام ده على عكس اليابان تمامًا؛ فاليابان كانت بتعتمد على شجاعة وقوة مقاتليها ومكانتش مهتمة أبدًا بالبحث العلمي والتكنولوجيا؛ وعشان كده كانت أمريكا بتحارب اليابان بالتفوق التقني، وكانت أولى المفاجأت الأمريكية لليابانيين هو قدرة الولايات المتحدة على كسر الشفرة اليابانية، فكانت كل التحركات اليابانية مرصودة ومعمول حسابها، بينما كانت الهجمات الأمريكية مفاجأة، وخصوصًا أن الطائرات الأمريكية كانت متفوقة بصورة كبيرة على الطيران الياباني، ومكانتش الشجاعة أسلحة كافية إنها توقف الهجوم الأمريكي فاستمرت القوات الأمريكية في تحرير الجزر المتناثرة في المحيط لغاية ما قدرت إنها تنقل المعركة على الجزر اليابانية نفسها.
لكن بالرغم من كل الضغط ده رفض اليابانيين إلاستسلام، وفي مايو سنة 1945 حصل منعطف خطير في الحرب واستسلمت ألمانيا النازية نفسها، لكن برضه استمرت اليابان وحدها في الحرب.
وفي يوم 6 أغسطس سنة 1945 صدق الرئيس الأمريكي ترومان على استخدام القنبلة الذرية على هيروشيما، وبعد إلقاء القنبلة وإثبات أثرها الرهيب تم توجيه الإنذار الأول بوجوب التسليم الفوري من غير قيد أو شرط وإلا هيتم إلقاء قنبلة تانية ورغم إلاهوال دي كلها برضه رفضت اليابان التسليم.
وكانت النتيجة أنه في يوم 9 أغسطس، تم إلقاء القنبلة التانية على نجازاكي، ورغم القنبلتين الذريتين ورغم التهديد الأمريكي بالاستمرار في إلقاء القنابل برضه مسلمتش اليابان، إلا بعد ما قدم الأمريكان تعهد باستمرار الامبراطور الياباني في الحكم مع نظامه بالكامل، وده الكلام اللي تم توقيعه في اتفاقية مبدئية يوم 15 أغسطس سنة 1945، واللي نصت على احتفاظ اليابان بإمبراطورها ونظام حكمها، وكان المقابل هو التوقيع على وثيقة الاستسلام النهائي في يوم 9 سبتمبر من نفس السنة، والجدير بالذكر بقى إن قبول الإستسلام ده كان بالدموع والقهر نزولًا على رغبة الإمبراطور المقدس، يعني مكانش حد من الشعب فرحان بإيقاف الحرب، بل إن مجموعات كبيرة انقلبت على الإمبراطور اللي كانوا بيقدسوه واستمرت في الحرب.