المخلوقات البحرية عندها آليات وطرق كتير بيدافعوا بيها عن نفسهم، أو على أقل تقدير بتسهل عليهم نمط الحياة في أعماق البحار والمُحيطات، فيه مثلاً مخلوقات بحرية بتستخدم الكهرباء علشان يخوفوا المُفترسين ويبعدوهم زي أسماك الرعاد مثلاً ، وفيه مخلوقات عندها مصابيح ذاتية بتمكنها من إنها تشوف في الأماكن المُظلمة، ومخلوقات تانية عندها أسنان وزعانف قوية وهكذا، لكن في وسط المخلوقات البحرية دي كُلها، فيه نوع من المخلوقات بيستخدموا آلية غريبة جدًا علشان يدافعوا بيها عن نفسهم، زي الحبار والأخطبوط، الحبار من إسمه فهو مخلوق بينتج الحِبر؛ علشان يحمي بيه نفسه من المُفترسين، لكن ياترى إزاي الحِبر ده بيتكون، وإزاي أصلاً بيخوف المُفترسين، وهو هل الحِبر اللي الحبار بينتجه، ينفع نحطه في قلم ونكتب بيه، ولا لاء؟
الحبار غير الأخطبوط


وأخيرًا بقى فيه فرق كبير في الحجم بين الإتنين، الأخطبوط بتتراوح أنواعه في الحجم بين سنتيمترات معدودة إلى 9 أمتار فقط كحد أقصى، في حين إن الحبار ممكن في بعض الأنواع طولها بيتعدى الـ 20 متر.
الحبار ملك الحِبر


مُحرك نفاث

بعد بقى ما الحبار بيطلق الحِبر بتاعه، فبيكون محتاج لـ وسيلة تبعده عن المكان بسرعة، قبل ما تأثير الحِبر اللي في المياه يختفي، ومن حكمة ربنا سبحانه وتعالى أن الحبار بيمتلك آلية إسمها الدفع النفاث، واللي بيحصل في الآلية دي هو إنه بيمتص المياه من المكان حواليه، وبيخزنها جوا جسمه في كيس عضلي وبعد كده بيطرد المياه دي مرة تانية خارج جسمه بقوة من خلال فتحة ضيقة جدًا، وده بدوره بيديله دفعة قوية للأمام، وطريقة الدفع النفاث دي بتخلي الحبار يقدر بتحرك بسرعة تصل لـ 40 كيلو في الساعة، والسُرعة دي بتكون كافية جدًا إنه يختفي من المكان في اللحظة اللي بيطلق فيها الحِبر، وبالمناسبة الحبار هو أسرع اللافقاريات على وجه الأرض؛ وعلشان كده بيقدر يهرب بسهولة.
حرباء البحر

لحد دلوقتي بقى الخِدع اللي عند الحبار لسه ما إنتهيتش، الحبار عنده قدرة مهولة في التخفي وتغيير لون جسمه، لدرجة إنه أحيانًا بيتم تسميته بـ حرباء البحر، جلد الحبار موجود عليه حاجات أشبه بالبالونات المائية الصغيرة، والبالونات دي بتبقى متقسمة لمجموعات، كل مجموعة منهم بيكون موجود جواها صبغة خاصة بلون مُعين، مجموعة فيها صبغة حمرا، ومجموعة تانية فيها صبغة بني، ومجموعة فيها صبغة صفرا وهكذا.

وبيبقوا مترتبين في الجلد تحت بعض، على هيئة طبقات؛ ونظرًا لأن جلد الحبار يعتبر شفاف، فلما بيعوز يغير لونه إلى لون مُعين، كل اللي بيعمله هو إنه بيخلي البالونات اللي باللون ده تتمدد جدًا، وباقي البالونات تنكمش، وبالتالي اللون ده تحديدًا هو اللي يظهر في الجلد.
الأخطبوط

بالعودة بقى مرة تانية لموضوع الحِبر، خلينا في النهاية نطرح سؤال مُهم، هل الأخطبوط بينتج حبر هو كمان ولا لأ؟ ، في الواقع الإجابة أيوة، بل المفاجئ أن مُعظم رأسيات الأرجل بما فيهم الأخطبوط، وأسماك الـ Cuttlefish، بل وكمان بعض الرخويات زي أرانب البحر بيكون عندهم غدد خاصة بتنتج لهم الحِبر وبيتخزن في أكياس مُعينة، وبيستخدموهم في أوقات الخطر.

بس الحاجة الوحيدة اللي بتفرقهم عن بعض هو لون الحِبر نفسه، يعنى ممكن تلاقي أخطبوط الحبر بتاعه بيكون أسود داكن، في حين إن الحبار لون حبره بيكون مائل للأزرق، وبعض الأنواع التانية حبرهم بيكون لونه بني أو بني مِحمر، طب هل الموضوع متوقف على نوع الحبر وبس؟، في الواقع لأ، فيه إختلافات جوهية تانية زي المواد اللي بيتكون منها الحِبر.

يعني الأخطبوط ذو الحلقات الزرقاء على سبيل المثال Blue-Ringed Octopus، بيخلط الحبر بتاعه بمادة التيترودوكسين Tetrodotoxin، ودي مادة سامة وبتسبب شلل لو دخلت في جسم أي فريسة.
هل مُمكن نكتب بحبر الحبار
