لا شك ان غريزة البقاء تعتبر الغريزة الأقوى لدى الحيوانات، ومعظم حالات الهجوم على البشر من الحيوانات بتكون نابعة منها، سواء لقلة الموارد أو للحفاظ على منطقتها وحماية نفسها وعائلاتها، بالإضافة لعدم فهم سلوك الحيوان نفسه من جانب البشر، لكن غريزة البقاء مش هي الغريزة الوحيدة اللي بيشاركها الحيوان مع الانسان، الحيوانات بتتمتع بذكاء وفكر خاص بيها في عالمها، ولو تدبرت في حياة الحيوانات وسلوكها مش هتلاقي حاجة تقولها غير “سبحان الله”.
وإن كانت الدراسات والأبحاث وجهود علماء الأحياء بتساعدنا على فهم الحيوانات، إلا ان أحياناً مش بتلاقي مبرر لبعض تصرفاتهم وأفعالهم سواء مع بعضهم البعض أو الأغرب من كده وهو سلوكهم مع الانسان.
غوريلا
الغوريلا من الحيوانات المتشددة جداً في حماية مناطقها وحدودها، وهو الأمر اللي بيخليها في منتهى الخطورة سواء في البرية أو حتى في حدائق الحيوان، ومع ذلك الغوريلا اللي معانا دلوقت غلِّبت غريزة الامومة عن غريزتها العدوانية في واحدة من أغرب الحوادث على الإطلاق.
عام 1996 في حديقة حيوانات بروكفيلد ” Brookfield ” والمعروفة كمان باسم حديقة حيوانات شيكاغو، طفل صغير عنده 3 سنين وقع في الجزء الخاص بالغوريلا في الحديقة، السقوط سبب للطفل كدمات وأفقده الوعي، وبدل من مهاجمته، اتوجهت ناحيته انثى الغوريلا وشالته برفق، وبعدها راحت بيه ناحية باب الخدمات اللي بيدخل منه الحارس وكأنها منتظرة انه يجي ياخده، وحضر الحارس سريعاً وخدوا الطفل بسلام.
وعشان الكلام يبقى واضح، الموقف ده استثنائي بالدرجة الاولى يعني ما تفكرش ان الغوريلا عندها طبيعة حنونة اتجاه البشر ولا حاجة، الكلام ده غير صحيح والغوريلا أحد أخطر وأشرس الحيوانات اللي ممكن تقابلها – لا قدر الله – في حياتك كلها، المسئولين عن الحديقة في شيكاغو وضّحوا ان الغوريلا دِه تم تنشأتها من الصغر وسط الناس، وده كان عامل أساسي في تصرفها الحنون ناحية الطفل.
الحوت الأحْدَب
أثناء دراستها للحوت الأحدب في جنوب المحيط الهادي في سبتمبر عام 2017، حصلت واقعة عجيبة مع عالمة الأحياء البحرية “نان هاوزر Nan Hauser” تعتبر هي الأولى في تاريخ دراستها للنوعية ده من الحيتان واللي بتوصل لقرابة الـ 30 سنة، أثناء وجود “هاوزر” في المياه بالقرب من حوت أحدب ضخم وزنه عامل أكتر من 25 ألف كجم أو 25 طن، فوجئت بيه مرة واحدة وهو عمال يدفعها بقوة في المياه وكأنه بيبعدها عن المكان، وشوية ويدفعها تحت زعنفته وشوية ويرفعها براسه فوق المياه خالص.، وبعد ما اضطرت تخرج من المياه وتطلع على قاربها، تفاجئ بوجود أحد قروش النمر على مقربة منهم، وكأن الحوت كان بيحاول يحميها من القرش.
وقرش النمر للي ما يعرفش، هو واحد من 3 أنواع من القروش المسئولة عن معظم الهجمات اللي بيتعرض ليها البشر من أسماك القرش، وفي حين ان البعض شكك في الواقعة باعتبار ان ماحدش يقدر يعرف الدافع الحقيقي ورا تصرف الحوت، وهل كان بالفعل بيحاول يبعد “هاوزر” صاحبة الـ 63 سنة ويحميها من قرش النمر ولا لأ، إلا إن النوعية ده من الحيتان ليها سوابق كتير بالفعل وهي بتحمي فيها صغارها، بل وبعض الحيوانات الاخرى زي فقمة البحر من الحيوانات المفترسة.، وبالتالي من الممكن يكون فعلاً الدافع الحقيقي ورا تصرف الحوت الأحدب هو حماية “هاوزر” وانقاذها من الأسنان المرعبة لقرش النمر.
شجاعة حصان
بالرغم من سمعة القروش وخطورتها، إلا انك ممكن تستعجب لما تعرف ان الوفيات الناتجة عن هجماتهم على البشر أقل بكتير من اللي بتقتله الأبقار سنوياً، أيوه زي ما سمعت كده، في حين ان هجمات القروش ممكن تخلف وراها سنوياً أقل من 6 وفيات طبقاً لمنظمة “أوشيانا Oceana” للحفاظ على المحيطات، أسرة الأبقار من جواميس وأبقار وثيران بتقتل 22 انسان سنوياً طبقاً لأحد دراسات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ومعظم الوفيات دِه بتكون ناتجة عن الدهس أو النطح، وأكتر الضحايا بيكونوا من المزارعين.
ولأنهم من أكتر الناس اللي عارفين مدى خطورتهم، فالمزارعة الاسكتلندية “فيونا بويد Fiona Boyd” كانت عارفة ان حياتها على المحك لما هاجمتها بقرة ضخمة اعتقاداً منها انها بتأذي عجلها، واندفعت البقرة ناحية “فيونا” وأطاحت بيها على الأرض واستمرت في مهاجمتها كل مرة تحاول الزحف لبر الأمان، وبعد ما اعتقدت “فيونا” ان نهايتها قربت، فوجئت بحصانها بيندفع ناحية البقرة و بيبعدها عن السيدة صاحبة الـ 40 عام عشان يديها فرصة للهرب، وبتشوف “فيونا” ان الحادثة اللي حصلت في مرزعتها عام 2007 كانت هتكتب نهايتها بالفعل لولا العناية الإلهية و التدخل البطولي لحصانها.
دلافين
حب الناس للدلافين مش بس مقتصر على شكلهم اللطيف اللي يبان وكأنهم مبتسمين طول الوقت، لكن مستوى ذكائهم وطبيعتهم الودودة مع البشر تعتبر أسباب أهم بكتير، في نوفمبر عام 2004 أخد حارس الانقاذ “روب هاوز Rob Howes” بنته صاحبة الـ 15 سنة واتنين من أصدقائه ودخلوا المياه بالقرب من الساحل الشمالي لـ نيوزيلندا، وأثناء وجودهم في المياه فوجئوا باندفاع مجموعة من الدلافين نحيتهم وشكلوا دايرة حواليهم، وبدأوا يضربوا في المياه بعنف شديد، في البداية كان “هاوز” مرتبك ومش فاهم ايه اللي بيحصل، لكن مافيش شوية واكتشف ان فيه قرش أبيض كبير على بعد أمتار منه ومن بنته، واتضح ان الدلافين شكّلوا مجموعة حماية لابعاد القرش عنهم، العجيب ان لما حاول “هاوز” انه يخرج من الدايرة، اتنين من الدلافين الضخمة في المجموعة ردوه مرة تانية جواها.
ولو شايف ان الواقعة ده صدفة، فعالمة الأحياء الشهيرة “إنجريد فيسر Ingrid Visser” واللي درست الثدييات البحرية لأكتر من عقدين من الزمن، بتأكد ان فيه تقارير متعددة من كل أنحاء العالم عن وقائع مختلفة بيكون للدولفين فيها دور في مساعدة السباحين بطريقة أو بأخرى، وبتشوف “فيسر” ان الدلافين من الشجاعة اللي تخليهم يهاجموا القروش دفاعاً عن نفسهم وصغارهم.
بطولة فيل
خلال التسونامي المُدمر اللي ضرب تايلند عام 2004، تم انقاذ طفلة عمرها 8 سنوات بشكل غير متوقع، أثناء قضاء ” أمبر مِسون Amber Mason” اجازتها مع أهلها في تايلند، اعتادت ركوب فيل معين كل يوم الصبح برفقة الحارس، وفي يوم فوجئت هي والحارس ان الفيل وعلى غير العادة عايز يتحرك بعيد عن الشاطئ، وكل ما يحاول الحارس انه يرجعه كان بيرفض، وأثناء انشغال الحارس عن الفيل والبنت، كان الشاطئ على موعد مع أولى موجات تسونامي اللي تضرب المنطقة، وبدأت الأمواج تعلى في اتجاها ناحية الشاطئ عشان تاخد كل حاجة في طريقها.
وبسرعة انطلق الفيل والبنت على ضهره، والعجيب انه ماوقفش غير وهو قدام حائط عالي أو مسند يسمح للبنت بالوقوف عليه بعيد عن الخطر، وبالفعل اتحركت البنت من على ضهر الفيل وطلعت على الحائط، وساعدها وقوفوها على حاجة عالية ان مامتها شافتها وجريت عليها بسرعة، وألهمت قصة الطفلة المؤلف والكاتب المسرحي الإنجليزي “مايكل موربُرجو Michael Morpurgo” المعروف بكتابته للرواية الشهيرة War Horse انه يكتب عمل يجسد فيه قصة “أمبر مِسون” وانقاذها عن طريق الفيل.
أسود
في منطقة بعيدة بجنوب غرب اثيوبيا، اختطف 4 رجال فتاة صغيرة عندها 12 سنة، وأثناء ما بيحاولوا يحركوها من مكان للتاني، فوجئوا بـ 3 أسود طالعين عليهم خلّوهم يركبوا العربية ويهربوا، ومن كتر الخوف ولهوجتهم سابوا البنت لوحدها، العجيب بقى إن الـ 3 أسود ما هجموش على البنت، بالعكس، دوول فضلوا قاعدين جمبها لوقت طويل وكأنهم بيحرسوها، ومع وصول قوات الشرطة اتحركت الاسود ومشيوا لحالهم.
وبالرغم من غرابة الموقف والطريقة اللي اتصرف بيها الاسود ناحية البنت المذعورة قدامهم، إلا ان خبير الحياة البرية “ستيوارت ويليامز Stuart Williams” صرح ان من المحتمل يكون لبكاء الطفلة المستمر دور في انقاذها، ويليامز بيشوف إن أنين البنت الصغيرة وبكاءها قريب نوعاً ما من صوت أشبال الأسود، وإن من الممكن يكون ده السبب في عطفهم عليها وحمايتها.
ببغاء كويكر Quaker parrot
عام 2008 تصدر ببغاء من نوعية كويكر عناوين الصحف العالمية، بعد مساعدته في انقاذ فتاة اسمها “هانا Hannah” عندها سنتين من العمر، أثناء ما “هانا” كانت بتفطر الصبح في منزل جليسة الأطفال “ميجان هاورد Megan Howard”، سابتها المربية لوحدها ودخلت التويلت، وفجأة سمعت الببغاء عمال بيردد “ماما – بيبي Mama- baby”، المهم المربية سمعت الببغاء وخرجت بسرعة عشان تلاقي “هانا” مش قادرة تتنفس ووشها قالب أزرق بسبب ان فيه أكل اتحشر في زورها، وقدرت انها تلحق البنت، ولولا العناية الإلهية ونداء الببغاء ماكنتش هتلحق تخرج في الوقت المناسب لإنقاذها.
كلب دوبرمان
عام 2007 في بلدة صغير باستراليا، قررت أم لبنت صغيرة عندها أقل من سنتين انها تجيب كلب من ملجأ كلاب لتربيته في البيت، العجيب انها بدل ما تختار كلب لطيف تأمن على بنتها معاه زي الجولدن رتريفر مثلاً، اختارت كلب من نوعية دوبرمان Dobermann والمعروف عنه عدوانيته وشراسته، لكن من الواضح إن اختيار الأم كان في محله.
بعد ما عرّفته على بنتها الصغيرة وأصبح فيه ما بينهم أُلفة، بقى ماشي وراها في كل حتة تقريباً، وفي يوم والبنت الصغيرة واقفة بتلعب بالحديقة الخليفة للبيت ومن غير أي مبرر، كشر الكلب عن أنيابه وبدأ في دفع البنت بعنف، ولما ما استجابتش، اندفع ناحيتها بسرعة وزقها جامد لدرجة انها اترمت بعيد بمسافة، وبمجرد ما الأم لاحظت وجريت على بنتها شالتها بسرعة ولسه هتزعق للكلب ولقيته بيصارع واحد من أخطر الثعابين السامة في العالم وهو “الثعبان البني الملك / ثعبان الملك البني king brown snak، واتعرض الكلب للدغة من الثعبان في رجليه قبل ما تلحقه أم البنت وتنقذه بعد ما أنقذ بنتها الصغيرة من الموت.