بتتميز استراليا بمجموعة من أكبر وأروع الحيوانات البرية على الإطلاق، بعضها مش موجود في أي مكان في العالم باستثناء أراضيها، وواحد من الحيوانات دِي هو طائر عجيب حير الباحثين والعلماء وأثار دهشة الناس، بسبب قدرته الفريدة على تعلم وتقليد الأصوات اللى حواليه، وهنا احنا مش بنتكلم عن حد بيقلد زى البغبغان، ده بيقدر يقلد صوت الآلات والحيوانات وحتى أصوات البشر، وعلى مدار السنة مقضي معظم وقته في الغناء، وطول ما هو ماشي بمجرد ما يُلقط صوت عجبه وعلق معاه تلاقيه اتعلمه فورًا وبدأ يقلده بالضبط، كإنه آلة سحرية لتقليد الأصوات مش مجرد طائر عادي.
سبب التسمية
طائر القيثارة الألبرتي
الفصيلة التانية من العائلة الفنية دِي هو الـ Albert’s lyrebird أو طائر القيثارة الألبرتي، ودى أقل انتشارا وموجود بس في جزء صغير من الغابات المطيرة في جنوب ولاية “كوينزلاند” Queensland على الحدود بينها وبين ولاية نيو ساوث ويلز New South Wales، أفرادها بيشبهوا الفصيلة الأولى ولكنهم أصغر حجماً و ريشهم أقصر وألوانهم أغمق، و بيغلب على ريشهم اللون الأزرق اللي بيغطي الرأس و أجزاء من الذيل، وللأسف الفصيلة دي مُعرضة للإنقراض نظراً لانها مش واسعة الانتشار زي الفصيلة الأخرى، وبيقتصر وجودها على أماكن محدودة فى الغابات المطيرة واللى دلوقتى معرضة لخطر الإزالة.
الطائر المُقلد
طائر القثارة بيمتلك موهبة جبارة في تقليد أكتر من 20 نوع من فصايل الطيور المختلفة، ومهارته في تقليد غيره من الطيور بتوصل لدرجة إن أفراد الفصيلة اللي بيقلد أصواتها بنتخدع بصوته و تفتكر إنه واحد منهم، ومنهم طائر الـكوكابورا (Kookaburra) على سبيل المثال، بينخدع جدًا بصوت طائر القيثارة ويبدأ يتفاعل مع القيثارة على أساس إنه طائر أخر من فصيلته، وكمان عنده القدرة على تقليد أى أصوات جديدة سواء كانت أصوات كائنات حية غيره أوغير حية، زى مثلاً أصوات آلات زي صوت التقاط الكاميرا، أو أصوات إنذار العربيات، أو حتى صوت منشار كهربائى موجود قريب من المكان اللي هو عايش فيه، ودي كانت عينة من الأصوات اللي قادر على تقليدها طائر القيثارة لكن مش كلها.
شهرة الطائر في استراليا
بتوصل شهرة طائر القيثارة في استراليا لدرجة إنك هتلاقيه على ورقة الـ 100 دولار الاسترالي، ده غير إن عملة ال 10 سنت المعدنية متغطية بالكامل بشكل ريشه المميز.
وبيرجع تاريخ طيور القيثارة على الأراضي الاسترالية لملايين السنين، المتحف الاسترالي على سبيل المثال بيضم حفريات للنوعية دِه من الطيور بيرجع عمرها لـ 15 مليون سنة، من كتر ما الناس اعتادت تشوف الطائر ده وهو بيتحرك على الارض، خدوا عنه انطباع انه مش بيطير، بس الحقيقة الطائر بيطير عادي جدًا، لكن الفكرة ان الطيران مش أهم مميزاته، جناحات طائر القيثارة قصيرة وعضلاته ضعيفة ومقضي معظم حياته على الارض، لكنه ومع ذلك بيقدر أنه يطير وصولاً لأعالي الأشجار وبيتنقل من فرع لفرع.
الحمية الغذائية
وده بيكون بالنسبة لفصيلة الـ superb lyrebird – أو الطائر القيثارى، أما بالنسبة لـطائر القيثارة الألبرتي The Albert’s lyrebird، فهو بيصنع التل بتاعته من الغطاء النباتي زي أوراق الاشجار و الأغصان المتساقطة، والعروض اللي بيؤديها و الأغاني اللي بيغنيها بتكون أقل فى التنوع من الفصيلة الأولى، وبتستمر العروض و الأغاني للفصيلتين من شهر مايو لـ شهر أغسطس، لكن فترة التزاوج بتحصل غالباً في شهور يونيو و يوليو.
بتنجذب الإناث للعروض و الأغاني اللي بيؤديها الذكر، ولو تم التزاوج بينهم بنجاح فبتضع الأنثى بيضة واحدة فقط في عش على الأرض مكونة من فروع و أوراق الأشجار، ومكان العش بيكون في العادة بين الصخور أو في جذوع الشجر، وبيترك الذكر الأنثى تبني العش لوحدها و تضع البيض و ترعاه لمدة 6 أسابيع لحد ما يفقس ويخرج الفرخ الصغير للدنيا، و بتكمل الأم رحلة الاعتناء بيه و بغذاؤه برضه لوحدها، وبيفضل الفرخ الصغير في العش لمدة من 6 لـ 10 أسابيع وبعدها بيخرج منه وتبدأ رحلة اعتماده على نفسهK أما الذكر فلا يكتفي بالتزاوج مع أنثى واحدة، ولكنه بيستمر في أداء عروضه و جذب أكبر عدد من الإناث خلال نفس فترة التزاوج الواحدة، وطبعًا مبيقتصرش الغناء على موسم التزاوج طائر القيثارة بيغني طول السنة، وكل ما كان في مكان آمن ومتوفرله الغذاء كل ما كان عنده متسع من الوقت إنه يغنى و يلقد أصوات، وبيعقتد العلماء إن هى دي طريقة بيستخدموها علشان يعلموا على أماكن وجودهم ويحطوا حدودهم في المكان.
أعداء القيثارة
وجود طائر القيثارة في بيئة زي الغابات المطيرة اللي بتتميز بالأشجار الكثيفة، بيوفر أمان لطائر القيثارة من أعداؤه زي الثعالب و القطط البرية و الكلاب، فبمجرد ما بيحس الطائر بالتهديد بيهرب بين الشجيرات اللي بتساعده انه يختفي ما بينها، ولما يتزنق او بيقوم طاير على خلاف عادته على فروع الأشجار، ومش بس الحيوانات هم أعداء طائر القيثارة ولكن الإنسان كمان له تاريخ في اصطياد الطيور علشان ريشها المزخرف اللي كانوا بيزينوا بيه القبعات، وده بخلاف تدمير الانسان لبيئة الطبيعية من الغابات، والعوامل دِه أدت لتناقص أعدادهم بشكل سريع، لكن لحسن الحظ حاليًا بقى فيه اهتمام أكتر لحمايتهم وحماية بيئتهم الطبيعية، وبالفعل بدأت أعدادهم تزيد مرة تانية.